كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



هذه برقية موجزة لقصة مدين وأخيهم شعيب، وقد ذكرت أيضا في قصة موسى عليه السلام. وقال: {أَخَاهمْ} [العنكبوت: 36] ليدلك أن الله تعالى حين يصطفي للرسالة يصطفي مَنْ له ود بالقوم، ولهم معرفة به وبأخلاقه وسيرته، ولهم به تجربة سابقة، فهو عندهم مصلْح غير مفْسد، حتى إذا ما بلغهم عن الله صدقوه، وكانت له مقدمات تيسر له سبيل الهداية.
وقوله: {فَقَالَ ياقوم اعبدوا الله} [العنكبوت: 36] كلمة {ياقوم} [العنكبوت: 36]: القوم لا تقال إلا للرجال؛ لأنهم هم الذين يقومون لمهمات الأمور، ويتحملون المشاق؛ لذلك يقول تعالى: {يا أيها الذين آمَنوا لاَ يَسْخَرْ قَوْم من قَوْمٍ عسى أَن يَكونوا خَيْرا منْهمْ وَلاَ نسَاء من نسَاءٍ عسى أَن يَكن خَيْرا منْهن} [الحجرات: 11] فأطلق القوم، وهم الرجال في مقابل النساء.
والعبادة: قلنا: طاعة الأمر والنهي {اعبدوا الله} [العنكبوت: 36] أطيعوه فيما أمر، وانتهوا عما نهى عنه ما دمْتم قد آمنتم به إلها خالقا، فلابد أنْ تسمعوا كلامه فيما ينصحكم به من توجيه بافعل ولا تفعل.
وتعلم أنه سبحانه بصفات الكمال أوجدك وأوجد لك الأشياء، فأنت بعبادتك له لا تضيف إليه صفة جديدة، فهو إله قبل أن توجد أنت، وخالق بكامل القدرة قبل أنْ توجد، وخلق لك الكون قبل أنْ توجد.
ثم بعد ذلك تعصاه وتكفر به، فلا يحرمك خيره، ولا يمنع عنك نعمه. إذن: فهو سبحانه يستحق منك العبادة والطاعة؛ لأن طاعته تعود عليك أنت بالخير.
لذلك سبق أنْ قلْنَا إن كلمة العبودية كلمة مذمومة تشمئز منها النفس، إنْ كانت عبودية للبشر؛ لأن عبودية البشر للبشر يأخذ فيها السيد خير عبده، لكن عبودية البشر لله تعالى يأخذ العبد خير سيده، فالعبودية لله عز وقوة ومنَعة وللبشر ذل وهوان؛ لذلك نرى كل المصلحين يحاربون العبودية للبشر، ويدعون العبيد إلى التحرر.
فأول شيء أمر به شعيب قومه {اعبدوا الله} [العنكبوت: 36] كذلك قال إبراهيم لقومه {اعبدوا الله واتقوه} [العنكبوت: 16] ، لكن لوطا عليه السلام لم يأمر قومه بعبادة الله، إنما اهتم بمسألة الفاحشة التي استشرتْ فيهم، مع أن كل الرسل جاءوا للأمر بعبادة الله.
ونقول في هذه المسألة: لم يأمر لوط قومه بعبادة الله؛ لأنه كان من شيعة إبراهيم عليه السلام ومؤمنا بديانته، بدليل قوله تعالى: {فَآمَنَ لَه لوط} [العنكبوت: 26] فهو تابع له؛ لذلك ينفذ التعاليم التي جاء بها إبراهيم، فلم يأمر بالعبادة لأن إبراهيم أمر القوم بها، لكنه تحمل مسألة أخرى، وخصه الله بمهمة جديدة، هي إخراج قومه من ممارسة الفاحشة التي انتشرت بينهم.
وقوله تعالى: {وارجوا اليوم الأخر} [العنكبوت: 36] فلابد أن اليوم الآخر لم يكنْ في بالهم، ولم يحسبوا له حسابا، كأنهم سيفلتون من الله، ولن يرجعوا إليه؛ لذلك يذكرهم بهذا اليوم، ويحثهم على العمل من أجله.
وكيف لا نعمل حسابا لليوم الآخر؟ ونحن في الدنيا نعامل أنفسنا بنفس منطق اليوم الآخر؟ فأنت مثلا تتعب وتشقى في زراعة الأرض، وتتحمل مشاق الحرْث والبَذْر والسقي. إلخ طوال العام، لكن حين تجمع زرعك يوم الحصاد، ويوم تملأ به مخازنك تنسى أيام التعب والمشقة، وساعتها يندم الكسول الذي قعد عن العمل والسعي، يوم الحصاد سترى أن أردب القمح الذي أخذتَه من المخزن وظننتَ أنه نقص من حسابك قد عاد إليك عشرة أرادب، فأخْذك لم يقلل إنما زاد.
وكذلك اليوم الآخر نفهمه بهذا المنطق، فنتحمل مشاق العبادة والطاعات في الدنيا لننال النعيم الباقي في الآخرة؛ لأن نعيم الدنيا مهما كان، ينغصه عليك أمران: إما أنْ تفوته أنت بالموت، أو يفوتك هو بالفقر.
أما في الآخرة فلا يفوتك نعيمها ولا تفوته. إذن: فالأَوْلى بك أنْ تزرع للآخرة، وأن تعمل لها ألف حساب، فإنْ كان في العبادة مشقة، وللإيمان تَبعات، فانظروا إلى عظَم الجزاء، وإذا استحضرتَ الثواب على الطاعة هانتْ عليك مشقة الطاعة، وإذا استفظعت العقاب على المعصية، زهدتَ فيها ونأيْتَ عنها.
إذن: الذي يجعل الإنسانَ يتمادى في المعصية أنه لا يستحضر العقاب عليها، ويزهد في الطاعة؛ لأنه لا يستحضر ثوابها.
لذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن» والمعنى: لو استحضر الإيمان ما فعل، إنما غفل عن إيمانه فوقع في المعصية.
ومَن استحضر ثواب الطاعة وجد لها حلاوة في نفسه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة: «أرحنا بها يا بلال».
وقوله: {وَلاَ تَعْثَوْا في الأرض مفْسدينَ} [العنكبوت: 36] العثو: الفساد المستور والفساد يقال للظاهر، فالمعنى: لا تعثَوا في الأرض عثوا، فالمفعول المطلق بمعنى الفعل، فقوله تعالى: {وَلاَ تَعْثَوْا في الأرض مفْسدينَ} [العنكبوت: 36] كما نقول: اجلس قعودا.
والفاء في قوله: {فَقَالَ ياقوم اعبدوا الله} [العنكبوت: 36] تدل على أنها تعطف هذا الكلام على كلام سابق، والتقدير: وأرسلنا إلى مدين أخاهم شعيبا فقال: يا قوم إني رسول الله إليكم، ثم ذكر المطلوب منهم {ياقوم اعبدوا الله} [العنكبوت: 36] والجمع بين عبادة الله ورجاء اليوم الآخر يعني: لا تفصلوا العبادة عن غايتها والثواب عليها، ولا تفصلوا المعصية عن عقابها.
وقوله: {وَلاَ تَعْثَوْا في الأرض مفْسدينَ} [العنكبوت: 36] فلا أقول لكم: أصلحوا فلا أقل من أن تتركوا الصالح على صلاحه لا تفسدوه؛ لأن الخالق عز وجل أعد لنا الكون على هيئة الصلاح، وعلينا أنْ نبقيه على صلاحه.
فالنيل مثلا هبة من هبَات الخالق، وشريان للحياة يجري بالماء الزلال، وتذكرون يوم كان الفيضان يأتي بالطمي فترى الماء مثل الطحينة تماما، وكذا نملأ منه الزير، وبعد قليل يترسب الطمي آخذا معه كل الشوائب، ويبقى الماء صافيًا زلالًا. أما الآن فقد أصابه التلوث وفسَد ماؤه بما يلْقى فيه من مخلفات، وأصبحنا نحن أول مَنْ يعاني آثار هذا التلوث.
لذلك أصبح ساكن المدن مهما توفرت له سبل الحضارة لا يرتاح إلا إذا خرج من المدينة إلى أحضان الطبيعة البكْر التي ظلتْ على طبيعتها كما خلقها الله، لا ضوضاء، ولا ملوثات، ولا كهرباء، ولا مدنية.
ثم يقول الحق سبحانه: {فَكَذبوه فَأَخَذَتْهم الرجفة}.
فلماذا يكذب الناس دعوة الخير؟
قالوا: لا يكذب دعوة الخير إلا المستفيدون من الشر؛ لأن الخير سيقطع عليهم الطريق، ويسحب منهم مكانتهم وسلطتهم وسيادتهم، فكل الذين عارضوا رسل الله كانوا أكابر القوم ورؤساءهم، وقد ألفوا السيادة والعظمة، واعتادوا أن يكون الناس عبيدًا لهم، فكيف إذن يفسحون الطريق للرسل ليأخذوا منهم هذه المكانة؟
وإلا، فلماذا كان عبد الله بن أبَي يكره رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ لأنه يوم وصل رسول الله إلى المدينة كانوا يعدون التاج لعبد الله بن أبي، لينصبوه مَلكًا على المدينة، فلما جاءها رسول الله شغلوا بهذا الحدث الكبير، وانصرفوا عن هذه المسألة.
لكن، ماذا قال شعيب لقومه حتى يكذبوه؟ لقد قال لهم أمرين هما: {اعبدوا الله وارجوا اليوم الأخر} [العنكبوت: 36] ونهي واحد في {وَلاَ تَعْثَوْا في الأرض مفْسدينَ} [العنكبوت: 36] ومعلوم أن الأمر والنهي قوْل لا يحتمل الصدْق، ولا يحتمل الكذب؛ لأنه إنشاء وليس خبرًا، لأنه ما معنى الكذب؟ الكذب أن تقول لشيء وقع أنه لم يقع، أو لشيء لم يقع أنه وقع، وهذا يسمونه خبرًا.
فإنْ وافق كلامك الواقعَ فهو صدْق، وإنْ خالف الواقع فهو كذب، إذن: كيف نحكم على ما لم تقع له نسبة أنه صدْق أو كذب؟ حينما تقول مثلًا: قفْ. هل نقول لك إنك كاذب؟ لا، لأن واقع الإنشاء لا يأتي إلا بعد أنْ تتكلم، لذلك قسموا الكلام العربي إلى خبر وإنشاء.
ولكي نبسط هذه المسألة على المتعلم نقول: المتكلم حين يتكلم يأتي بنسبة اسمها نسبة كلامية، قبل أن يتكلم بها جالتْ في ذهنه، فقبل أن أقول: زيد مجتهد دارتْ في ذهني هذه المسألة، وكان في الواقع يوجد شخص اسمه زيد وهو مجتهد فعلًا.
إذن: عندنا نسبة ذهنية، ونسبة كلامية، ونسبة واقعية، فإنْ وجدت النسبة الواقعية قبل الذهنية والكلامية، فالكلام هنا خبر يوصَف بالصدق أو يوصَف بالكذب.
إذن: النسبة الواقعية لا تأتي نتيجة النسبة الكلامية، إنما حين تقول: قف فتأتي النسبة الواقعية نتيجة النسبة الكلامية، وما دامت النسبة الواقعية تأخرتْ عن الكلامية، فلا يوصَف القول إذن لا بصدْق ولا بكذب.
ونعود إلى قول نبي الله شعيب نجده عبارة عن أمرين: {اعبدوا الله وارجوا اليوم الأخر} [العنكبوت: 36] ونهي واحد: {وَلاَ تَعْثَوْا في الأرض مفْسدينَ} [العنكبوت: 36] والأمر والنهي من الإنشاء الذي لا يوصَف بالصدْق ولا بالكذب، فكيف إذن يكذبونه؟
فأول إشكال: {فَكَذبوه} [العنكبوت: 37] ومنشأ هذا الإشكال عدم وجود الملَكَة العربية التي يفهمون بها كلام الله. فالحق سبحانه قال هنا {فَكَذبوه} [العنكبوت: 37] لأنه أمرهم بعبادة الله وهو رسول من عند الله فيأمرهم بعبادته؛ لأن عبادته تعالى واجبة عليهم، وما أمرهم إلا ليؤدوا الواجب عليهم، واليوم الآخر كائن لا محالة فارجوه، والإفساد في الأرض محرم.
إذن: فالمعنى يحمل معنى الخبر، فالأمران هنا، والنهي أمر واجب فكذبوه لعلة الأمرين، ولعلة النهي.
ومعنى {اعبدوا الله} [العنكبوت: 36] خصوه سبحانه بالعبادة، وهي الطاعة في الأمر والانتهاء عن المنهي عنه، وهذه العبادة مطلوبة من الكل، وهي شريعة كل الأنبياء والرسل: {شَرَعَ لَكم منَ الدين مَا وصى به نوحًا والذي أَوْحَيْنَآ إلَيْكَ وَمَا وَصيْنَا به إبْرَاهيمَ وموسى وعيسى أَنْ أَقيموا الدين وَلاَ تَتَفَرقوا فيه} [الشورى: 13].
إذن: فمسألة العبادة والإيمان باليوم الآخر من القضايا العامة التي لا تختلف فيها الرسالات، أما الشرائع: افعل كذا، ولا تفعل كذا فتختلف من نبي لآخر.
ومعنى: {وارجوا اليوم الأخر} [العنكبوت: 36] أي: اعملوا ما يناسب رجاءكم لليوم الآخر، وأنت لماذا تحب اليوم الآخر، ولماذا ترجوه؟ لا يحبه ولا يرجوه إلا مَنْ عمل عملًا صالحًا فينتظره لينال جزاء عمله وثواب سَعْيه، وإلا لو كانت الأخرى لقال: وخافوا اليوم الآخر.
إذن: الرجاء معناه: اعملوا ما يؤهلكم لأنْ ترجوا اليوم الآخر، والإنسان لا يرجو إلا النافع له. وهنا لك أنْ تسأل: هل إذا آمن الإنسان ونفذ أحكام ربه أمرًا ونهيًا، فجزاؤهم في الآخرة رجاء يرجوه أم حَق له؟ المفروض أن يقول للطائعين: ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون، فهي واجبة له ومن حَقه، فكيف يسميه القرآن رجاءً وهو واقع؟
قالوا: لأن جزاءنا في الجنة فَضْل من الله، لأنه سبحانه خلقنا وخلق لنا، وأمدنا بالطاقات والنعم قبل أنْ يكلفنا شيئًا، فحين تعبد الله حق العبادة فإنك لا تقضي ثمن جميله عليك، ولا توفيه سبحانه ما يستحق، فإذا أثابك في الآخرة فبمحْض فَضلْه وكرمه.
لذلك قال سبحانه: {قلْ بفَضْل الله وَبرَحْمَته فَبذَلكَ فَلْيَفْرَحوا هوَ خَيْر مما يَجْمَعونَ} [يونس: 58].
كما لو أنكَ استخدمت أجيرًا بمائة جنيه مثلًا في الشهر، وقبل أن يعمل لك شيئًا أعطيته أجره فهل يطلب منك أجرًا آخر؟ فلو جئتَ في آخر الشهر وأعطيته عشرة جنيهات، فهي فَضْل منك وتكرم.
لذلك قال: {وَلاَ تَعْثَوْا في الأرض مفْسدينَ} [العنكبوت: 36] لأن الجزاء في الآخرة عند التحقيق والتعقل محض فَضلْ من الله؛ لذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته».
والنهي في: {وَلاَ تَعْثَوْا في الأرض مفْسدينَ} [العنكبوت: 36] أي: لا تفسدوا فسادًا ظاهرًا، أو: لا تعملوا أعمالًا هي في ظنكم نافعة وهي ضارة، تذكرون زمان كان القطن هو المحصول الرئيسي في مصر ومصدر الدخلْ، وكانت تهدده دودة القطن فنقاومه مقاومة يدوية، إلى أنْ خرج علينا الأمريكان بالمبيدات، واستخدمنا مادة اسمها دي دي تي فقضتْ على الدودة في بادئ الأمر، وظن الفلاح أن هذه المشكلة قد حلت.
لكن بعد سنوات تعودتْ الدودة على هذه المادة، وأصبح عندها حصانة، وكأن الدي دي تي أصبح كيفًا عندها، وبدأنا نحن نعاني الأمرين من آثار هذه المبيدات في الماء، وفي التربة، وفي الزراعة، وفي صحة الإنسان والحيوان. إذن: ينبغي النظر في العواقب قبل البدء في الشيء، وأنْ يقاسَ الضرر والنفع.
كذلك الحال عندما اخترعوا السيارات، وقالوا: إنها ستريح الناس في أسفارهم وفي حمل أمتعتهم، وبعد ما توصل العالم إليه من ثورة في وسائل النقل لو قارنا نفعها بضررها لوجدنا أن ضررها أكبر لما تسببه من تلوث، ولو عدْنا إلى الوسائل البدائية، واستخدمنا الدواب لكان أفضل.
وأذكر عندما جئنا إلى مصر سنة 1936- 1938 وجدنا في الميادين العامة مواقفَ للحمير، مثل مواقف السيارات الآن، وكانت هي الوسيلة الوحيدة للانتقال، ويكفي أن رَوَثَ الحمار يخصب الأرض، أما عوادم السيارات فتسبب أخطر الأمراض وتؤدي للموت.
فماذا بعد أنْ كذب قوم شعيب نبيهم؟
كانت سنة الله في الأنبياء قبل محمد صلى الله عليه وسلم أن يبلغ الرسول رسالة ربه، لكن لا يؤمر بحمل السيف ضد الكفار، إنما إنْ كذبوا بالآيات عاقبهم رب العزة سبحانه، وتحسم المسألة بهلاك المكذبين.
وكوْن الحق تبارك وتعالى لا يأمر الناسَ بقتال الكفار هذا أمر منطقي، والدليل رأيناه في بني إسرائيل لما طلبوا من الله أنْ يفرض عليهم القتال، فقال: {هَلْ عَسَيْتمْ إن كتبَ عَلَيْكم القتال أَلا تقَاتلوا قَالوا وَمَا لَنَآ أَلا نقَاتلَ في سَبيل الله وَقَدْ أخْرجْنَا من ديَارنَا وَأَبْنَآئنَا فَلَما كتبَ عَلَيْهم القتال تَوَلوْا إلا قَليلًا منْهمْ} [البقرة: 246].
ولم يؤْمر بالقتال لنشر الدعوة إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه صلى الله عليه وسلم ومَنْ آمن معه مأمونون على هذا، ولأنه صلى الله عليه وسلم آخر الرسل والأنبياء، فلابد أن يستوفي كل الشروط.